تضطلع النساء البرلمانيات بدور محوري في مكافحة الفساد بطرق شتى، بما في ذلك سن القوانين واعتماد الميزانيات العامة، فضلاً عن الرقابة على القوانين والسياسات الحكومية ومتابعة تنفيذ التوصيات المنبثقة عن المصادقة على المعاهدات الدولية

تعد إمكانية الترشح والانتخاب عبر عمليات ديمقراطية أمرًا أساسيًا لتحقيق مجتمعات أكثر شمولًا وإنصافًا للجميع. كما أن مشاركتهن في عمليات صنع القرار تؤثر بشكل كبير في الحد من الممارسات التمييزية والفاسدة والقضاء عليها

حيث تمثل الممارسات الجيدة في مختلف المناطق مصدر إلهام لإمكانات النساء البرلمانيات في السياسة، إذ يضعن التدابير الوقائية، إضافةً إلى تعزيز المساءلة والشفافية في الحوكمة من خلال القيادة الأخلاقية. ويدفعن بمبادرات الحكومة المفتوحة مثل قوانين الوصول إلى المعلومات، وإصلاحات الحوكمة الرقمية ومدونات السلوك، كما يعملن على تعزيز لجان الأخلاقيات البرلمانية

وبالمثل، يناصرن تدابير مكافحة الفساد المراعية للمنظور الجنساني في مختلف المجالات، من خلال سياسات محددة تتعلق بالخدمات العامة وقطاع الأعمال والتوظيف لتجنب الفجوات والتفاوتات. ومن أجل تحقيق ذلك، يعملن على بناء شراكات مع مختلف الجهات الفاعلة، بما في ذلك منظمات المجتمع المدني والصحفيين والهيئات المعنية بمكافحة الفساد، سعياُ لتعزيز التوعية العامة ومشاركة المواطنين في مكافحة الفساد

علاوة على ذلك، يُظهر عملهن ضمن اللجان البرلمانية التي تحقق في قضايا الفساد التزامهن بضمان التوظيف السليم للأموال العامة ومساءلة المسؤولين الحكوميين

وفي هذا الإطار، قامت المنظمة العالمية للبرلمانيين المناهضين للفساد (GOPAC) ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) بتوحيد خبراتهما العملية ومعرفتهما المتخصصة لتطوير الدورة التدريبية الإلكترونية "مساهمة النساء البرلمانيات في مكافحة الفساد". وخلال هذه الرحلة التعليمية، ستتاح لكم الفرصة لفهم العلاقة القائمة بين ارتفاع نسبة مشاركة النساء في الحوكمة وانخفاض مستويات الفساد على نحو أفضل